رقم هاتف قديم ( تلبية لطلب الأخ ماهر )

أمس وقفت على بردى
بعد قليلٍ تمسي أيامي في الشام ثلاثين مدى
أوراق مزقها العشاق
على الماء وراحوا دون صدى
لم يعد النهر صغيرٌ
لم تعد الكلمات صغيرة
أغلقنا رغبات الشباك برفقة قلبٍ
ونسينا الصبح بدون مطر
مرّ اثنان من العشاق المبتدأين
وقالوا علبة نسيان فارغة لا تحمل أي خطر
حدقت بهم وسكتتُّ مطر
في الحزن هناك على بردى مصطبةٌ
وضبابٌ واثنان كأنهما نسخة حزنٍ منا
شيءٌ لم يتغير في الشام عشقي
وتمر الأيام ويرن الهاتف
لم يتوقف من ثلاثين يرن
لكن من كثرة ما استعمله العشق محا الأرقام
وأدرت الأرقام الممسوحة مراتٍ مراتٍ رد الصمت
لقد كانوا بالأمس هنا ما تركوا شيئاً يذكر
غير الصمت دع الأيام تنام
أمس ألوف الناس على بردى
رغم ألوف النسيان أظمأت أراهم
أتذكر أرقام الأمس أدرت الصفرين
أجاب المقسم در بثلاثة أرقام
حدقت من الهاتف بالمقسم في حزنٍ
لم يكن مقسم تلك الأيام
وتساءل طفل مرّ بصمتي
هل بغداد على بردى
أومأت بقلبي وعلى دجلة أيضاً
تقع الشام